Skip to main content
الأخبار

احتفالية (س) دعوة إلى اكتشاف المجهول مع «بسمة وزيتونة»

احتفالية (س) دعوة إلى اكتشاف المجهول مع «بسمة وزيتونة»

- بيروت - رامز أنطاكي 

«الثقافة ليست ترفاً في حالة اللاجئين، هي حق طبيعي لكل إنسان في كل ظرف»، هذا ما تبدأ به بشرى عدي حديثها عن احتفالية سين (س)، وهي الاحتفالية السنوية الثانية لـ «مركز بسمة وزيتونة» للثقافة والفنون الذي تديره عدي، والتي تتصادف مع الذكرى السنوية الثالثة لتأسيس «جمعية بسمة وزيتونة».

بدأت «بسمة وزيتونة» كمجموعة من الشباب الذي رغبوا في تقديم خدمة ما للاجئين السوريين في مخيم شاتيلا خصوصاً، وبمرور الوقت زاد حجم العمل وانطلقت مبادرة شبابية أكثر تنظيماً نمت بمرور الأيام مع بقاء التزامها الروح الشبابية والتطوعية لتقديم خدمات تنموية وثقافية وإغاثية للاجئين والمجتمعات المستضيفة الأكثر حاجة.

أقيمت الاحتفالية العام الماضي في مخيم شاتيلا حيث المركز الرئيسي للجمعية تحت عنوان «شاتيلا اللقاء» وكان الهدف جذب الناس من كل الجنسيات في لبنان كي يزوروا المخيم ويشهدوا على عمل «بسمة وزيتونة» ونشاطه بعيداً من الأفكار المسبقة والتقليدية عن المخيم التي غالباً ما تكون مضخمة أو غير صحيحة، وهو الأمر الذي لم ينجح كثيراً على ما يبدو إذ لم تنجح حينها الاحتفالية بما يكفي لكسر حاجز قدوم الناس إلى المخيم.

تجربة السنة الماضية دفعت المسؤولين عن المركز إلى نقل الاحتفالية إلى خارج المخيم من 16 إلى 22 أيار (مايو) تحت عنوان (س)، كدعوة إلى اكتشاف المجهول، وتقول الشابة شيري الحايك مسؤولة التواصل في الجمعية إنه بلغة الرياضيات، حرف الـ (س) يرمز إلى المجهول، وفي «بسمة وزيتونة» عبر ثلاث سنوات من العمل في لبنان وسنة من العمل في تركيا كان المحرك الدافع هو محاولة البحث عن المجهول الذي غيب اجتماعياً وثقافياً، وفي الذكرى الثالثة «اخترنا تسمية الاحتفالية (س) كرمز للمجهول الذي لم يأخذ بعد فرصته في الوصول». واحتفالية (س) دعوة من «بسمة وزيتونة» إلى اكتشاف المجهول من المبدعين الشباب في لبنان على امل بأن تكون فرصة لمنحهم حقهم في الظهور.

تم إنجاز هذا المشروع وفق الحايك ضمن منحة من إطار ابتكر سورية: مشروع تمكين الفن السوري في المهجر، ومؤسسة اتجاهات، والمجلس الثقافي البريطاني واليقظة الدولية. وأيضاً بدعم من المركز الثقافي الفرنسي، ومؤسسة سوليدير، وأفراد مستقلين.

وتضمنت الاحتفالية قراءات مسرحية وأخرى شعرية، وعرض نتيجة ورشة عمل مع الأطفال في شاتيلا وطرابلس، ومعرضاً للفنون التشكيلية وآخر للتصوير الضوئي، وعرضاً لكورال الأطفال والمغنية ماريا حسن التي تنشط أيضاً في الجمعية، وعرضاً لمجموعة من الأفلام القصيرة... لتكون خاتمة الاحتفالية عرض «عالدرج» في منطقة مار مخايل حيث الدبكة الفلسطينية وفرقة الصعاليك ومعرض تصوير ضوئي للطفلين عرفات ومحمود، وهو معرض يستحق أن يتوقف عنده، فهذان الطفلان الفلسطينيان القادمان من سورية تعرفا الى الكاميرا واكتشفا شغفهما بالتصوير من خلال نشاطات «بسمة وزيتونة»، وأظهرا موهبة لافتة تعبر الصور التي عرضت «عالدرج» عنها، وكحال متوقعة من أحوال اللاجئين السوريين، يقيم عرفات اليوم في كندا بينما رفيقه محمود في السويد.

وتصف عدي التحضير السابق للاحتفالية بالصعب على الصعيدين اللوجستي والفني، بخاصة لجهة البحث عن فنانين لم ينالوا فرصتهم بعد نظراً الى بيئتهم أو صفتهم كلاجئين وربما سكنهم في مناطق مهمشة بهدف إبرازها للجمهور الفني والثقافي في بيروت، كنوع مختلف من الجهد الفني الذي يتم إبداعه في أماكن غير معتادة لفئة من الجمهور، وهو أحد الأهداف الأساسية للاحتفالية، أي جعلها منصة لهؤلاء الفنانين تسمح لهم بإطلاق فنهم وإيصال صوتهم وإبداعهم.

الفنانون الذين شاركوا في الاحتفالية متنوعون من ذكور وإناث ومن مختلف الجنسيات كالسوري والفلسطيني واللبناني مروراً بالمصري والسعودي وصولاً إلى التشيلي... ويبدو الجهد الذي بذله المنظمون من خلال لجان متخصصة ضمّت أكاديميين أشرفت على اختيار الأعمال المشاركة، ظاهراً إلى حد مقبول من خلال نوعية الأعمال التي قدمت أو عرضت والتي كانت على مستوى فني من مقبول إلى ممتاز.

والأعمال التي عرضت جاء قسم منها بناء على النداء الذي أطلقته الجمعية لاستقطاب الأعمال للمشاركة، منها ما كان لفنانين جدد يعرضون أعمالهم لأول مرة بينما هناك أعمال لفنانين خطوا أول خطواتهم في هذا المجال قبلاً.

وتحدث الشاب سام عبدالله المغني الأساسي في فرقة الصعاليك عن مشاركة الفرقة في تقديم أعمالها «عالدرج» معتبراً أن دعم «بسمة وزيتونة» كمؤسسة رائدة في خدمة اللاجئين واجب ولذا كانت المشاركة في احتفاليتها التي كانت مناسبة لتقديم واحدة من أغاني الفرقة بعنوان «الهوية» التي تصف حال اللاجئ وصراع الهوية في عالم اليوم. «الصعاليك» الأربعة المكونون للفرقة غنوا وعزفوا على آلات إيقاعية ووترية متنوعة أمام جمهور توزع على درج «الفاندوم» مقدمين مجموعة من الأغاني منها ما هو معروف ومنها ما هو خاص بالصعاليك.

إقبال الجمهور على غالبية فعاليات الاحتفالية كان مقبولاً وإن كان دون المأمول، بخاصة أن جزءاً ليس صغيراً منه هو الجمهور التقليدي الذذي يشاهد في غالبية نشاطات «بسمة وزيتونة»، وهو الأمر الذي يقول عنه جورج طلاماس مدير العمليات في»بسمة وزيتونة» إنه متوقع، فالإعلان عن الاحتفالية والدعاية لها لم يكونا بالحجم المطلوب، كما أن هذه الفترة من العام شهدت نشاطات ومهرجانات متعددة ساهمت في تشتيت الجمهور.

تأمل عدي ومعها الحايك بأن يكون هدف الاحتفالية في تحقيق انتشار للمشاركين قد حقق خطوة إلى الأمام، بخاصة مع تحول هذه الاحتفالية إلى علامة ومناسبة سنوية في حياة جمعية «بسمة وزيتونة» التي تكاد تكون الجمعية الوحيدة التي تهتم باللاجئين وتقيم احتفالية ثقافية سنوية.

مشاركة:
تاريخ النشر:
2016-05-30
المصدر:
http://www.alhayat.com/Articles/15822771/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-(%D8%B3)-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B9--%D8%A8%D8%B3%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%A9-
المراكز المتعلقة:
شاتيلا
البرامج المتعلقة:
مركز الثقافة و الفنون